وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدولة الوحيدة في العالم التي وضعت بند ثابت في موازنتها لدعم القضية الفلسطينية، وأثبتت التجربة أنها الحليف الاستراتيجي الأصدق والأقوى لفلسطين.
فبمجرد وصول الصواريخ الإيرانية للكيان الصهيوني معنى ذلك ان إيران هزمت كل المطبعين والذين باعوا القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، والمشككين بصدق الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه فلسطين.
والمهم أيضا أن هذه المسيرات والصواريخ المباركة التي عبرت مئات الكيلومترات، هي فخر الصناعة الإيرانية، من انتاج بلد يتعرض لعقوبات ظالمة منذ أكثر من 40 عاماً، ولكنها استطاعت تحويل الصعوبات والعقوبات الى مصدر قوة وإبداع، ووصلت الى الاكتفاء الذاتي لتحتل المراتب الأولى عالميا في الكثير الكثير من الانتاجات والصناعات في مختلف المجالات. تطورٌ شهدنا اليسير منه عبر الطائرات والصواريخ التي استخدمت خلال الرد الإيراني على الكيان الصهيوني.
وحول الضربة الإيرانية المباركة التي تلقٌاها الكيان المحتل، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حوارا صحفيا مع المتخصص في العلوم السياسية والإستراتيجية، الدكتور حيدر الرماحي، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
الرد الإيراني جاء في ظروف سياسية وامنية بالغة التعقيد وتحت عين وسمع الجيش الاميركي وتحالفه الغربي وعدد من دول المنطقة، وفي مواجهة احد اقوى الجيوش في العالم مدعوما بقوى عالمية وازنة، فما دلالة ذلك؟ ولماذا لم تتهيب القيادة الايرانية الموقف والتهديدات الخارجية ؟
تعتبر القوة الايرانية واحدة من ابرز القوى الاقليمية، وتعد اليوم اللاعب الاساسي في المنطقة الاقليمية اذا ما تحدثنا عن ميزان القوة في المنطقة، لذا فان هذه الضربة العسكرية المحدودة لم تأتي على سبيل المحاولة او الشكلية، انما ارادت ايران ان تبعث برسالة واضحة للعالم على انها تمتلك القدرة والشجاعة لضرب العمق الاسرائيلي وان ما كانت تراهن عليه وتهدد به من ان سلاحها يطال الاراضي الصهيونية هو امر واقع وبالفعل. وهناك رسالة واضحة ارادت ان توصلها للعالم وردا على ان ايران لا تدخل في صراعات مباشرة مع الكيان الصهيوني انما تستخدم وسيلة "الحروب بالوكالة" لكن هذه الضربة المباشرة جاءت لتؤكد ان ايران قادرة على الدخول بالمواجهة المباشرة مع الاحتلال .
من الناحية التقنية والتكتيكية.. وصفت المصادر الغربية الهجوم الايراني بانه اكبر هجوم بالمسيرات والصواريخ في التاريخ!!! فما هي الخلاصات والاستنتاجات التي يمكن استخلاصها على صعيد التفوق التكنولوجي من جهة ، والقدرات التكتيكية للعقل العسكري الايراني من جهة أخرى؟
طورت ايران ترسانتها العسكرية بطريقة متسارعة وبتكنولوجيا عالية وعكست ذلك في مناسبات عديدة ومن خلال المناورات العسكرية ايضا. وفي نفس الوقت عدت ايران نفسها للمواجهة مع الكيان الصهيوني بعدة اساليب رغم انها تستخدم الدبلوماسية في سعيها لايجاد الحلول لمشاكلها. تكتيكيا هذه الضربة كانت لها حسابات دقيقة من حيث تنوع الاسلحة بعيدة المدى من المسيرات والصواريخ والهجمة السيبرانية، وهذا يدلل على انها قادرة على الدخول بحرب مركبة وقادرة على ان تحدد اهدافها بشكل دقيق. ولا اشك ان الترسانة الصاروخية بالذات والعسكرية للجمهورية الاسلامية تؤهلها للدخول في المواجهة المباشرة مع الكيان الصهيوني الذي يعد نفسه القوة التي لا تهزم.
القيادة العسكرية الإيرانية ارفقت ضربتها الموجعة والشجاعة للاحتلال بتحذير واضح حول استعداداتها لتقديم المزيد والمضاعف من الضربات لكيان الاحتلال وجيشه.. هل فعلا يمكن لايران خوض معركة كبيرة مع الجيش "الاسرائيلي"؟ وما هي حسابات القيادة العسكرية للدعم الاميركي وامكانية مشاركة القوات الاميركية في المعركة؟
من المستبعد ان تسعى الولايات المتحدة للدخول بحرب مفتوحة في المنطقة فالولايات المتحدة اليوم لا تريد تحمل اعباء جديدة وفتح ساحة حرب جديدة وفي اهم منطقة على جغرافيا العالم لانها تدرك ان هذه الحرب ستؤثر على مستوى نفوذها وتعرض مصالحها في المنطقة الى الخطر، والادهى ان فتح المزيد من ساحات الصراع في العالم سيؤدي الى تعرض ميزان القوة العالمية الى الاختلال وهذا مالا تسعى له الولايات المتحدة.
وفي نفس السياق فان الجمهورية الاسلامية الايرانية في الوقت الذي لا تريد به اللجوء الى خيار الحرب المفتوحة في ظل هذه الظروف الا انها على استعداد للدفاع عن هيبتها ومصالحها في المنطقة. في حين تسعى اسرائيل الى اشعال المنطقة لاقحام الولايات المتحدة للدخول بحرب مع ايران، الامر الذي لم تفلح به وهي امام موقف ضعيف بعد الهجوم الايراني الاخير لان القراءات تشير انها لن تتمكن من الرد على ايران انما ستلجأ الى سياسة الغدر بالاغتيالات.
/ انتهى/
تعليقك